الرئيسية - عربي ودولي - تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان وأوكرانيا تواصل إجلاء مدنيين في الشرق
تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان وأوكرانيا تواصل إجلاء مدنيين في الشرق
الساعة 01:31 صباحاً (ا ف ب)

علّقت عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة فيما طلبت كييف من المدنيين الفرار من أجزاء من الشرق المهدد بهجوم روسي.

وعارضت 24 دولة تعليق عضوية روسيا في المجلس، وهو الثاني في تاريخ الامم المتحدة بعد قرار حول ليبيا في 2011، فيما امتنعت 58 دولة عن التصويت. لكن الاصوات الممتنعة لم تؤخذ في الاعتبار ضمن غالبية الثلثين المطلوبة والمحصورة بين الاصوات المؤيدة والمعارضة فقط.

وتأتي هذه الخطوة بعد موجة الغضب التي أعقبت اكتشاف عشرات القتلى بملابس مدنية بعضهم مقيدة أيديهم خلف ظهورهم، في المناطق التي انسحب منها الجيش الروسي خصوصا في مدينة بوتشا قرب كييف.

وتتهم أوكرانيا وأنصارها القوات الروسية التي غادرت شمال أوكرانيا وتوقفت عن السعي للسيطرة على العاصمة بالمسؤولية عن "جرائم الحرب" هذه.

وتنفي روسيا تلك الاتهامات وتدين "الاستفزاز" الأوكراني. وحذرت بعد تصويت الأمم المتحدة الذي وصفته بأنه إجراء "غير قانوني" من أنها "ستستمر في الدفاع عن مصالحها بكل الوسائل القانونية".

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر "لا مكان لمجرمي الحرب في هيئات الأمم المتحدة التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان".

وأكد نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أن "البلد الذي يرتكب انتهاكات صارخة ومنهجية لحقوق الإنسان يجب ألا يكون جزءا من هيئة مهمتها حماية هذه الحقوق".

وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث خلال زيارة لبوتشا أن التحقيق في ملابسات مقتل أشخاص يرتدون ملابس مدنية عثرت السلطات الأوكرانية على جثثهم بعد انسحاب الجيش الروسي من المدينة، سيكون "الخطوة التالية" وإن "العالم أصيب بصدمة كبيرة".

- الفرصة الأخيرة -

ميدانيا، أقرت موسكو الخميس ب"خسائر كبيرة" في صفوف جيشها المنتشر في اوكرانيا، وفق ما اعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف ولكن من دون أن يحددها.

وقال بيسكوف في مقابلة مع قناة سكاي نيوز البريطانية "تكبدنا خسائر عسكرية كبيرة، إنها مأساة هائلة بالنسبة الينا".

وخشية من شن هجوم على المناطق الشرقية في أوكرانيا، دعت السلطات الأوكرانية السكان المدنيين مجددا إلى المغادرة.

وحذّر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر فيسبوك من أن "الأيام المقبلة قد تكون الفرصة الأخيرة للمغادرة. كل المدن الحرّة في منطقة لوغانسك ترزح تحت نيران العدو"، مشيرًا إلى أن الروس "يقطعون كل مسارات الخروج المحتملة".

ويشمل نداء المغادرة الجديد خصوصًا مدينة سيفيرودونيتسك في أقصى الشرق التي تخضع لسيطرة القوات الأوكرانية وتتعرض لقصف منتظم من جانب القوات الروسية.

وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس مدنيين يتم إجلاؤهم بحافلات الخميس فيما كانت تدوي انفجارات بشكل منتظم في ضواحي المدينة.

وباتت منطقة شرق أوكرانيا حاليًا هدفًا رئيسيًا للكرملين وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أنها قصفت بصواريخ ليلًا مستودعات وقود تزوّد القوات الأوكرانية.

وتخشى السلطات الأوكرانية في شرق البلاد أن يتحوّل الوضع إلى ما هو عليه في ماريوبول في جنوب البلاد، حيث لا يزال آلاف الأشخاص عالقين في هذه المدينة المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ أسابيع ويعيشون في جحيم.

وأعلن "رئيس البلدية الجديد" لماريوبول الذي عينته القوات الموالية لروسيا الخميس أن "حوالى خمسة آلاف شخص" بين السكان المدنيين قتلوا في هذه المدينة التي يحاصرها الجيش الروسي وحلفاؤه الانفصاليون منذ أسابيع.

وأوضح كونستانتين إيفاشتشنكو الذي عينه دنيس بوشلين زعيم الانفصاليين في دونيتسك أن "حوالى 60 إلى 70 % من المساكن دمرت تماما أو جزئيا".

وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت حصيلة قتلى أعلى بكثير.

- "الأسلحة والأسلحة ثمّ الأسلحة" -

استعدادًا للهجوم المرتقب، تطالب كييف حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمساعدتها.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عقب اجتماع مع وزراء خارجية الناتو في بروكسل "إما أن تساعدونا الآن وأنا أتحدث عن مسألة أيام وليس أسابيع، أو ستأتي مساعدتكم بعد فوات الأوان. وسيموت الكثير من الأشخاص وسيفقد العديد من المدنيين منازلهم وسيتم تدمير العديد من القرى، لأن هذه المساعدة ستكون قد وصلت متأخرة".

ومع تراجع القوات الروسية إلى شرق أوكرانيا حيث يتوقع الناتو هجوماً كبيراً، حذر دميترو كوليبا قائلاً "بينما نتحدث الآن، معركة دونباس مستمرة"، حتى لو "لم تصل إلى ذروتها".

وأضاف "للأسف سيزداد الأمر سوءًا. إن معركة دونباس (في شرق اوكرانيا) ستذكركم بالحرب العالمية الثانية... مع إشراك آلاف الدبابات والمدرعات والطائرات وسلاح المدفعية. لن تكون عملية محلية".

من جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن "الحلفاء على دراية بحاجة أوكرانيا الملحة للدعم" متحدثا عن "دعم كبير" لكنه قال إنه "من الأفضل عدم الدخول في تفاصيل بشأن الأسلحة التي سيتم توفيرها".

وتنفي روسيا أي تورط وتتهم أوكرانيا في المقابل بـ"الاستفزاز"، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر أن "ما يحدث لا يصنف أقل من جرائم حرب كبيرة" متوعدا بـ"خنق التنمية الاقتصادية لروسيا لسنوات".

وأعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة الخميس خلال زيارة لبوتشا أن التحقيق في ملابسات مقتل أشخاص يرتدون ملابس مدنية عثرت السلطات الأوكرانية على جثثهم بعد انسحاب الجيش الروسي من المدينة، سيكون "الخطوة التالية".

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس إن صور بوتشا وإيربين قرب كييف "طغت" على المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

ودعت كييف موسكو إلى "خفض عدوانيتها" في المفاوضات بعد اتهام روسيا أوكرانيا الخميس بالتراجع عن بعض الاقتراحات التي قدمتها خلال محادثاتهما أواخر آذار/مارس في اسطنبول.

وكتب ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي والمشارك في الوفد الأوكراني إلى المفاوضات مع روسيا، على تويتر "إذا أرادت موسكو أن تظهر أنها مستعدة للحوار، فعليها خفض مستوى عدوانيتها"، حتى أن وزير الخارجية الاوكراني اتهم نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنه "شريك في الجرائم" التي ارتكبها الجيش الروسي من خلال تبريرها.

في وقت سابق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقطع فيديو إن "الجانب الأوكراني قدم للمفاوضين مسودة اتفاق يتضح فيها أنه يعود عن أهم البنود التي حددت في 29 آذار/مارس في اسطنبول".

- تعزيز العقوبات -

وفي سياق الدعم الغربي لأوكرانيا، عززت العقوبات الاقتصادية على روسيا عقب مجازر بوتشا من جانب واشنطن ولندن ومجموعة السبع التي حظرت الخميس كل الاستثمارات الجديدة في القطاعات الرئيسية الروسية.

وصوت الكونغرس الأميركي الخميس على إنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع موسكو فيما يصعد البيت الأبيض ضغوطه على الرئيس فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت الأربعاء فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا، وصفتها بأنها "مدمّرة" وتستهدف خصوصًا المصارف الكبيرة وابنتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يُفترض أن يحذو الأوروبيون حذو الولايات المتحدة في معظم هذه الاجراءات الجديدة، لكنهم لا يزالون منقسمين بشأن العقوبات في مجال الطاقة، ما يثير غضب زيلينسكي الذي انتقد الأربعاء "تردد" الأوروبيين.

واتّهمت كييف الخميس المجر "بمساعدة بوتين" في حربه على أوكرانيا، غداة تصريحات لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال فيها إنه مستعدّ لشراء الغاز الروسي بالروبل، خلافًا لسائر دول الاتحاد الأوروبي.

- "عاجلًا أم آجلًا" -

ويدرس الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات تتضمن للمرة الأولى، إجراءات تستهدف قطاع الطاقة مع حظر عمليات شراء الفحم من روسيا وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

ورغم الانقسامات بين الدول التي تعتمد بشكل متفاوت على موارد الطاقة الروسية، اعتبر كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه سينبغي اتخاذ قرارات بشأن الغاز والنفط الروسيين "عاجلًا أم آجلًا".

وتبنى البرلمان الأوروبي الخميس بأغلبية ساحقة قرارا يدعو إلى فرض حظر "شامل وفوري" على واردات "النفط والفحم والوقود النووي والغاز" من روسيا.

من جانبها، أعلنت موسكو الخميس فرض عقوبات شخصية على قادة أستراليا ونيوزيلندا تمنعهم من دخول روسيا، ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها هذه الدول عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها ستزور كييف الجمعة للتعبير عن "الدعم الثابت" لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.